تُعتبر عملية البواسير واحدة من أكثر العمليات الجراحية شيوعًا في مجال الجراحة العامة، نظرًا لانتشار مرض البواسير بين الرجال والنساء على حد سواء.
ورغم أن كثيرًا من الحالات يمكن علاجها بوسائل دوائية أو منزلية، إلا أن التدخل الجراحي يظل الحل النهائي للحالات المتقدمة أو المزمنة.
في هذا المقال سنتعرف معًا على كل التفاصيل المرتبطة بعملية البواسير: من الأسباب والأعراض، إلى الأنواع، خطوات العملية، مدة التعافي، وحتى التكلفة والخيارات العلاجية المختلفة.
مقدمة عن عملية البواسير
البواسير هي انتفاخ وتورم في الأوعية الدموية الموجودة في منطقة المستقيم أو فتحة الشرج، وتشبه في تكوينها الدوالي التي تظهر في الساقين. تحدث البواسير نتيجة زيادة الضغط على هذه الأوردة، مما يؤدي إلى تمددها وظهور أعراض مثل الألم، النزيف، الحكة، أو الشعور بكتلة عند فتحة الشرج.
أسباب الإصابة بالبواسير
البواسير هي توسع وانتفاخ في الأوعية الدموية الموجودة في منطقة المستقيم أو فتحة الشرج. وبشكل عام تشمل أبرز الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بها ما يلي:
1- الإمساك المزمن: أحد أهم العوامل، حيث يؤدي إلى زيادة الضغط أثناء التبرز.
2- الجلوس لفترات طويلة: خاصة في العمل المكتبي أو القيادة.
3- الحمل والولادة: نتيجة الضغط على الأوعية الدموية وزيادة حجم الدم.
4- السمنة وزيادة الوزن: ترفع احتمالية حدوث الضغط على منطقة المستقيم.
5- النظام الغذائي الفقير بالألياف: قلة تناول الخضروات والفواكه تزيد خطر الإصابة بالإمساك وبالتالي البواسير.
6- العوامل الوراثية: بعض الأشخاص لديهم استعداد وراثي لضعف جدار الأوعية الدموية.
أعراض البواسير لدى الرجال والنساء
تتشابه الأعراض بين الجنسين لكنها قد تختلف في شدتها، وبشكل عام تشمل أهم الأعراض ما يلي
1- النزيف الشرجي: غالبًا يظهر دم أحمر فاتح بعد التبرز.
2- الألم والانزعاج: خصوصًا أثناء الجلوس أو التبرز.
3- الحكة والشعور بالحرقة حول فتحة الشرج.
4- تورم أو بروز عقدة حول فتحة الشرج (خاصة في البواسير الخارجية).
5- إفرازات مخاطية قد تُسبب تهيجًا للجلد.
كما تجدر الاشارة إلى انه عند النساء الحوامل، قد تتفاقم الأعراض بسبب ضغط الرحم على الأوعية الدموية.
الفرق بين البواسير الداخلية والخارجية
يُقسم الأطباء البواسير عادةً إلى نوعين رئيسيين هما: البواسير الداخلية والبواسير الخارجية، ولكل نوع خصائص وأعراض تميزه عن الآخر. معرفة هذا الفرق تساعد المريض على فهم حالته بشكل أفضل، وبالتالي اختيار العلاج المناسب بالتعاون مع الطبيب.
أولًا: البواسير الداخلية
مكانها: تقع داخل المستقيم في الجزء العلوي من القناة الشرجية، وبالتالي فهي غير مرئية للعين المجردة في معظم الحالات.
الأعراض: غالبًا لا تُسبب ألمًا شديدًا لأنها بعيدة عن الأعصاب الحسية، لكن أبرز عرض لها هو النزيف الشرجي الذي يظهر بعد التبرز على شكل دم أحمر فاتح. قد يشعر المريض أيضًا بامتلاء أو ثِقَل داخل المستقيم.
المراحل:
الدرجة الأولى: بواسير صغيرة داخلية تُسبب نزيفًا فقط دون بروز.
الثانية: قد تبرز أثناء التبرز لكنها تعود إلى الداخل تلقائيًا.
الثالثة: تخرج أثناء التبرز ويضطر المريض لإعادتها يدويًا.
الرابعة: تظل بارزة خارج فتحة الشرج ولا يمكن إعادتها.
ثانيًا: البواسير الخارجية
مكانها: تنشأ تحت الجلد مباشرة حول فتحة الشرج، وبالتالي يمكن رؤيتها أو تحسسها بسهولة.
الأعراض: تتميز بأنها مؤلمة جدًا خاصة إذا تكونت جلطة دموية بداخلها (Thrombosed Hemorrhoid)، وقد تُسبب:
ألمًا حادًا عند الجلوس أو التبرز.
تورمًا أو انتفاخًا ظاهرًا حول فتحة الشرج.
حكة وحرقة مزعجة.
نزيفًا في بعض الحالات.
خطورتها: رغم أن الألم فيها أشد من الداخلية، إلا أن النزيف غالبًا يكون أقل.
متى يحتاج المريض إلى عملية البواسير؟
يلجأ الطبيب إلى التوصية بالعملية في الحالات التالية:
1- النزيف المتكرر الذي لا يستجيب للعلاج.
2- فشل العلاجات الدوائية والحقن أو التردد الحراري.
3- البواسير الكبيرة أو المتدلية من فتحة الشرج.
4- الألم المزمن أو الجلطات المتكررة في البواسير الخارجية.
5- التأثير السلبي على جودة الحياة مثل صعوبة الجلوس أو التبرز.
أنواع عمليات البواسير
تتنوع الخيارات الجراحية حسب حالة المريض ودرجة البواسير:
1- الاستئصال الجراحي التقليدي (Hemorrhoidectomy): إزالة البواسير جراحيًا وهي الطريقة الأكثر شيوعًا.
2- التدبيس الجراحي (Stapled Hemorrhoidopexy): يُستخدم لعلاج البواسير الداخلية، حيث يعاد تثبيت الأنسجة المتدلية.
3- العلاج بالليزر: تقنية حديثة تعتمد على شعاع الليزر لتقليص حجم البواسير.
4- الربط المطاطي: يوضع شريط مطاطي صغير حول البواسير لقطع الدم عنها فتسقط.
الفرق بين عملية البواسير بالليزر والجراحة
مع تطور الطب ظهرت عدة طرق لعلاج البواسير جراحيًا، وأكثرها شيوعًا هما: الاستئصال الجراحي التقليدي والعلاج باستخدام الليزر. ولكل طريقة مميزاتها وعيوبها، ويحدد الطبيب الأنسب منها بناءً على حالة المريض ودرجة البواسير.
أولًا: عملية البواسير بالجراحة التقليدية
الخطوات: يتم استئصال البواسير المتضخمة باستخدام أدوات جراحية بعد تخدير المريض (كلي أو نصفي).
النتائج: تعالج جميع الدرجات المتقدمة من البواسير بشكل نهائي تقريبًا.
المميزات:
فعّالة جدًا في الحالات الكبيرة أو المتدلية.
مناسبة إذا كان هناك مضاعفات مثل النزيف الشديد أو الجلطات.
العيوب:
ألم شديد بعد العملية خاصة في الأسبوع الأول.
يحتاج المريض فترة تعافي أطول (من 2 – 4 أسابيع).
قد يحدث نزيف أو التهابات بعد العملية.
ثانيًا: عملية البواسير بالليزر
الخطوات: يُدخل الجراح ألياف ليزر دقيقة تقوم بإحداث حرارة موجهة تعمل على كي الأوعية الدموية المتضخمة وتقليص حجم البواسير.
النتائج: مثالية للبواسير الداخلية بدرجاتها الأولى حتى الثالثة، وقد تُستخدم أيضًا في بعض الحالات الخارجية.
المميزات:
ألم أقل بكثير مقارنة بالجراحة التقليدية.
نزيف محدود أو شبه معدوم.
سرعة التعافي (من 5 – 10 أيام فقط).
لا يحتاج المريض غالبًا إلى بقاء طويل في المستشفى.
العيوب:
تكلفة أعلى من الجراحة التقليدية.
لا تصلح دائمًا للحالات الشديدة جدًا أو البواسير المتدلية بدرجة متقدمة.
تحتاج إلى جراح متمرس ولديه خبرة في استخدام تقنيات الليزر.
خطوات جراحة البواسير
تُعد عملية البواسير من العمليات الشائعة التي يُجريها أطباء الجراحة العامة بشكل يومي تقريبًا، ورغم بساطتها نسبيًا إلا أن خطواتها الدقيقة هي ما يضمن نجاحها وتقليل المضاعفات بعد العملية.
فيما يلي عرض تفصيلي لمراحل وخطوات إجراء العملية:
1. مرحلة التحضير قبل دخول غرفة العمليات
يبدأ الأمر بمراجعة التاريخ المرضي للمريض والتأكد من عدم وجود أمراض مزمنة غير مضبوطة مثل السكري أو ارتفاع ضغط الدم.
إجراء الفحوصات الأساسية مثل صورة الدم الكاملة، وظائف الكبد والكلى، وتحاليل التخدير.
التأكد من توقف المريض عن تناول الأدوية المسيلة للدم مثل الأسبرين والوارفارين لفترة يحددها الطبيب.
صيام المريض من 6 – 8 ساعات قبل العملية.
في بعض الحالات قد يصف الطبيب حقنة شرجية أو ملينات لتفريغ الأمعاء قبل العملية.
2. مرحلة التخدير
يُعطى المريض تخديرًا كليًا في معظم العمليات التقليدية أو تخديرًا نصفيًا/موضعيًا في حالات الليزر أو الإجراءات البسيطة.
يختار طبيب التخدير النوع المناسب بناءً على الحالة الصحية للمريض وطبيعة العملية.
3. وضعية المريض على طاولة العمليات
يوضع المريض عادة في وضعية تسمى ليثوتومي (Lithotomy Position)، حيث يكون مستلقيًا على ظهره مع رفع الساقين وتثبيتهما على حوامل خاصة.
هذه الوضعية تمنح الجراح رؤية واضحة للمنطقة الشرجية وتُسهل الوصول للبواسير.
4. تحديد مكان البواسير وفحصها
يبدأ الجراح بفحص منطقة الشرج والمستقيم باستخدام أدوات جراحية صغيرة لتحديد مكان البواسير وحجمها ودرجتها.
في حالة البواسير الداخلية، يتم استخدام منظار شرجي صغير للكشف بدقة.
5. استئصال أو معالجة البواسير
في الجراحة التقليدية: يقوم الطبيب بقطع الأنسجة المنتفخة (البواسير) وإزالة الأوعية الدموية المتضخمة. قد يستخدم أدوات جراحية أو تقنية الكي الكهربائي لتقليل النزيف.
في عملية التدبيس (Stapled Hemorrhoidopexy): يتم تثبيت الأنسجة المتدلية وإعادتها إلى مكانها الطبيعي باستخدام دباسة جراحية خاصة.
أما في عملية الليزر: يُدخل الجراح ألياف ليزر دقيقة لتقليص حجم البواسير وكي الأوعية الدموية المغذية لها.
6. إغلاق الجرح
في بعض الحالات يترك الجرح مفتوحًا ليلتئم طبيعيًا لتقليل احتمالية حدوث التهابات أو ضيق في القناة الشرجية.
وفي حالات أخرى يتم خياطة الجرح بخيوط جراحية قابلة للذوبان.
7. مرحلة الإفاقة والمتابعة المباشرة
بعد الانتهاء من العملية يُنقل المريض إلى غرفة الإفاقة حيث تتم متابعة علاماته الحيوية (الضغط – النبض – التنفس).
يبدأ المريض في التعافي من تأثير التخدير خلال ساعة إلى ساعتين تقريبًا.
يُعطى مسكنات لتخفيف الألم، وقد يصف الطبيب مضادات حيوية وقائية.
8. الخروج من المستشفى
في العمليات التقليدية، قد يحتاج المريض للبقاء في المستشفى ليلة واحدة على الأقل للملاحظة.
في عمليات الليزر أو التدخل البسيط، يمكن للمريض الخروج في نفس اليوم.
علاج البواسير بالليزر
1- يعتمد على إدخال ألياف ليزر دقيقة لتقليص حجم البواسير.
2- مناسب للبواسير الداخلية بدرجاتها المختلفة.
3- يتميز بقلة النزيف وعدم الحاجة لجرح جراحي كبير.
4- يعود المريض لنشاطه الطبيعي خلال أيام قليلة.
مخاطر عملية البواسير
رغم أنها آمنة، إلا أن هناك بعض المخاطر المحتملة، تشمل أهمها ما يلي
1- نزيف بعد العملية.
2- عدوى موضعية.
3- ألم شديد في الأيام الأولى.
4- صعوبة مؤقتة في التبرز.
5- في حالات نادرة: ضيق القناة الشرجية.
مدة التعافي بعد العملية
تختلف مدة التعافي من مريض الى آخر حسب نوع العملية وصحة المريض، لكن بشكل عام عادًة ما يحتاج المريض من 2 – 4 أسابيع للعودة إلى حياته الطبيعية، وتجدر الاشارة إلى أن عمليات الليزر قد تختصر فترة التعافي إلى أسبوع واحد فقط.
الممنوعات بعد عملية البواسير
تشمل أهم الممنوعات بعد عملية البواسير ما يلي
1- تجنب رفع الأوزان الثقيلة.
2- الامتناع عن الأطعمة الحارة والدسمة.
3- تجنب الجلوس الطويل على المرحاض.
4- الابتعاد عن الإمساك عبر تناول ألياف وسوائل كافية.
نصائح بعد عملية البواسير
هناك مجموعة من النصائح التي ينبغي اتباعها بعد عملية البواسير، تشمل أهمها ما يلي
1- تناول أطعمة غنية بالألياف مثل الخضار والفواكه.
2- شرب 2 – 3 لترات من الماء يوميًا.
3- ممارسة رياضة خفيفة مثل المشي.
4- استخدام حمام دافئ (Sitz bath) لتقليل الألم.
5- الالتزام بأدوية الطبيب وخاصة المسكنات والمضادات الحيوية.
تكلفة عملية البواسير
عند التفكير في الخضوع إلى عملية البواسير، فإن أحد أكثر الأسئلة شيوعًا هو: كم ستكلفني العملية؟ وهنا يجب أن نوضح أن تكلفة العملية ليست رقمًا ثابتًا، بل تختلف من حالة إلى أخرى تبعًا لعدة عوامل رئيسية:
1- نوع العملية
2- درجة البواسير
3- خبرة الجراح
4- المستشفى أو المركز الطبي
5- الفحوصات والإجراءات المصاحبة
6- فترة الإقامة بالمستشفى
أفضل دكتور لعلاج البواسير
اختيار الطبيب المناسب لإجراء عملية البواسير يُعتبر من أهم العوامل التي تحدد نجاح العملية وراحة المريض بعدها. فالمسألة لا تتعلق فقط بالتدخل الجراحي نفسه، بل بالخبرة الطبية، التشخيص الدقيق، والمتابعة المستمرة بعد العملية.
من بين الأسماء البارزة في هذا المجال
د. أحمد عبد الغني
استشاري العلاج الطبيعي والسمنة وتنسيق القوام، وعضو الجمعية المصرية للعمود الفقري والجمعية المصرية للسمنة والنحافة. يقدم برامج علاجية وتأهيلية متكاملة بعد جراحات البواسير، تساعد المريض على التعافي بشكل أسرع وتحسين جودة الحياة عبر التغذية الصحية والوزن المثالي.
د. محمد كمال
من الأطباء المعروفين بخبرتهم الواسعة في علاج البواسير باستخدام أحدث الأساليب الجراحية والتقنيات الحديثة مثل الليزر.
د. عمرو عصام
اخصائي الجراحة العامة والمناظير وجراحات التجميل والأورام. يتميز بخبرة عملية واسعة في مجال جراحات المستقيم والبواسير، ويعتمد على أحدث التقنيات لضمان راحة المريض وسرعة التعافي.
د. محمد قنديل
استشاري جراحة عامة ومناظير، حاصل على دكتوراه في الجراحة العامة والمناظير. يتمتع بخبرة كبيرة في جراحات المناظير المتقدمة وجراحات السمنة المفرطة، ويُعد من الكفاءات البارزة في مجال الجراحة العامة بجامعة الإسكندرية، مما يجعله خيارًا متميزًا للمرضى الذين يحتاجون إلى عمليات دقيقة مثل البواسير.
وتجدر الإشارة إلى أن مركز MSC يتميز بتوفير خدمات طبية متكاملة، بداية من التشخيص الدقيق وحتى المتابعة المستمرة بعد العملية، وهو ما يجعل تجربة المريض أكثر أمانًا وراحة.
الاسئلة الشائعة
هل عملية البواسير خطيرة
ليست خطيرة في معظم الحالات، وهي من العمليات الروتينية التي تجرى يوميًا بنسب نجاح عالية جدًا.
كم يستمر الألم بعد عملية البواسير
يختلف من مريض لآخر، لكن عادة يستمر الألم من أسبوع إلى أسبوعين، ويقل تدريجيًا مع الالتزام بالمسكنات والتعليمات.
هل عملية البواسير بالليزر تحتاج بنج كامل؟
عادةً عملية البواسير بالليزر لا تحتاج إلى بنج كامل، بل تُجرى غالبًا تحت تخدير نصفي أو موضعي حسب حالة المريض.
في الختام، فإن عملية البواسير تمثل حلاً فعالًا ونهائيًا للحالات التي لا تستجيب للعلاج الدوائي أو المنزلي. ومع التطور الطبي وظهور تقنيات مثل الليزر، أصبحت العملية أكثر أمانًا وأقل ألمًا.
ورغم وجود بعض المخاطر، إلا أن اختيار الطبيب المتميز والالتزام بالتعليمات قبل وبعد العملية يضمنان أفضل النتائج ويعيدان للمريض راحته وجودة حياته.
دكتور احمد عبد الغنى
استشارى العلاج الطبيعي والسمنة وتنسيق القوام
عضو الجمعية المصرية للعمود الفقرى
عضو الجمعية المصرية للسمنة و النحافة
مركز النخبة للعلاج الطبيعي والسمنة
دكتورعمرو عصام
اخصائي الجراحه العامه والمناظير و جراحات التجميل و الاورام
دكتور محمد قنديل
استشاري جراحة عامة ومناظير، حاصل على دكتوراه في الجراحة العامة والمناظير. يتمتع بخبرة واسعة في جراحات السمنة المفرطة والمناظير المتقدمة، حيث يعمل كمدرس في كلية الطب بجامعة الإسكندري